الأحد، 30 أكتوبر 2011

أيامي في كنــدا 4/4

المشهد الرابع


رحلتي إلى كنــدا /الحلقة الأخيرة


       - تجول مع مرشد سياحي حول الجزيرة- كان ذلك هو عنوان البروشور التي أعطتنيه المدربة لقضاء وقت ممتع حال انتهاء البرنامج التدريبي الذي تكلمت عنه في ثلاث حلقات سابقة و حيث بقي لدي يوما وحدا وبعيد عن التدريب وأحداثه أحببت أن أتعرف على الجزيرة بشكل أفضل ولاحظت أنه دوّن على البروشور اسم المرشدة السياحية (كاثي) عندما اتصلت عليها رحبت بي وعرضت علي جولة سياحية بسيارتها  حول الجزيرة لنصف نهار لم أرتح كثيرا والسبب......

 حجم المبلغ المطلوب لذا قررت البحث عن شريك فوجدت الرجل الذي كان معي في الدورة وكانت لديه مشاكل مع ابنه المراهق وافق شريكي على العرض وكان من سكان كندا الأصليين ويدعون Natives وحسب الموعد التقيت بكاثي وهنا فوجئت بأمر ما ، لا يوجد هناك تناسب بين اسم (كاثي) اللطيف وبين ما رأيته إذا أنني رأيت رجلا أو رجل بزي امرأة أو امرأة مندمجة مع رجل أو لا أدري ، نسيت نفسي وانا أحدق مستغربا بكاثي حيث أنها انزعجت مني كثيرا إذ ليس من اللائق التحديق بالآخرين .


ركبت أنا ومارك شريكي سيارة كاثي وعندما عرفت بنفسها زال عجبي من هيئتها ومن سأل عن السبب زال عنه العجب حيث أنني اكتشفت أن هذه المرأة هي جندي متقاعد في القوات البحرية الكندية خاضت القتال وحملت السلاح واشتركت بحملات عسكرية ولو أرادت كسر عنقي بقبضتيها لاستطاعت ، وتخميني أنها وبعد مرور سنوات عدة ووصولها لسن الستين فقدت معالم الأنوثة حتى أني اقتنعت تماما أنها عبارة عن كائن كانت يوما ما امرأة سابقة فقلت الحمد الله على نعمة الإسلام أن جعل للمرأة مكانة وجبل الرجال على خدمتها وتذكرت حديث نبينا الكريم استوصوا بالنساء خيرا .


 أخذت هي أو هو (كاثي) بالحديث عن معالم السياحية للجزيرة (جابريولا) التي يقطنها خمسة آلاف شخص فقط وأنها كان مسكنا للسكان الأصليين وأرتنا آثارهم وحفرياتهم التي تمتد لمئات السنين والجميل في الجزيرة هو مستوى الأمان العالي حيث يترك أفرادها أبواب بيوتهم مفتوحة بل أن محلا عبارة عن مشتل للزهور مفتوح للزبائن دون وجود أحد بداخله بحيث يدخل الزبون و يختار ما يريد ويضع النقود دون رقيب أو حسيب ويرحل وعندما سألتها ألا تخشون السرقة قالت لم يحدث ذلك من قبل وأهل الجزيرة يعرفون بعضهم بعضا فتعجبت من ذلك وتفسيري أنه ربما لم يكن في المحل شيء يستحق السرقة ، انتهيت من الجولة السياحية وشكرتها وشريكي السياحي ثم اقترحت عليه أن ألعب معه (البلياردو) وكنت من محبي هذه اللعبة جدا ووافق وتوجهنا معا نحو قاعة اللعب في المنتجع الذي يحوي بركة سباحة وجاكوزي وقاعة اجتماعات وقاعة ألعاب .


كان الوقت مساء عندما لاحظت أثناء سيري بقاعة الاجتماعات مضاءة وبها هرج ومرج اقتربت فإذا القاعة تضج بالراقصين والراقصات وهم صغار السن في مرحلة المراهقة سالت الاستقبال عن الموضوع فقالت إنه الاحتفال بنهاية السنة الدراسية حيث أن أهل الجزيرة يحتفلون سنويا ويحتفل أبنائهم من الجنسين بهذه المناسبة ، عند لقائي بمارك الهندي الأمريكي وأثناء ممارستنا للعبة البلياردو سالت الرجل مستغربا أتعلم أنهم فتيات وفتيان يرقصون مع بعضهم وهم في مرحلة المراهقة قال نعم وابني معهم فقلت له: ابنك!! ألا تخشى أن تحدث أمور لا يحمد عقباها بين ابنك وبين فتاة أخرى وخاصة أنهم في مرحلة المراهقة فضحك وهو يقرع كرة بأخرى بعصاته وقال نعم نعم أعلم ذلك وابني يعلم ذلك لا تدري ما الذي يفعلون الآن! وأخذ يضحك ويضحك وكان المسالة نكتة فما وسعني غير الصمت لأن كل إجابة تعتمد على القيم التي تحملها وهذا الحوار يبين ذلك بوضوح.


 توجهت في اليوم التالي لمكتب سفريات رغبة مني في تقديم الحجز وقابلتني موظفة الحجوزات وشرحت لها موقفي ورغبتي في تقديم موعد الإقلاع رحبت بي  وقامت بعدة اتصالات وسألتني من أين أنا قلت لها من السعودية فتعجبت وقالت لا أذكر أني تعاملت مع جنسيتكم من قبل في هذا المكان ثم قالت أتسمح لي بسؤال تفضلي قالت هل تشربون الخمر قلت لا بل أني لم أذق طعم الخمر في حياتي قالت رائع جدا ممتاز يا بني أنصحك بالابتعاد عنه وكن كذلك دائما فشكرتها وقالت أن سبب سؤالها أنها كانت في رحلة دولية وشاهدت امرأة مسلمة من خلال حجابها ومنقبة كذلك تشرب الخمر بالطائرة حاولت تنبيهها أن هذا خمر ظنا منها أن المرأة المسلمة لا تدري فأشارت إليها أنها تعلم ذلك ، فتقول لي الموظفة تعجبت من مسلمة بحجابها ونقابها تشرب الخمر في الطائرة ، لاحظت في الغربيين هؤلاء أنك إذا تمسكت بدينك وافتخرت به يحترمون ذلك والعكس صحيح ....

هممت بعدها بدفع رسوم المعاملة ففاجأتني بعد إنهاء معاملتي أنها مجانية وقالت اعتبرها مني هدية بما أنك ضيف لدينا في هذه البلاد شكرتها بحرارة وودعتني عند باب الخروج سررت حقيقة أنني تركت انطباعا طيبا لديها وسررت أكثر أني صححت لها مفهوم الإسلام تجاه الخمر وأنها علمت أن من المسلمين من يلتزم بدينه ، أرجو أن تكونوا استمتعتم بالأحداث وأتمنى أن أجد من أعضاء المنتدى من له تجارب في تصحيح صورة الإسلام المشوهة في الخارج.

 تحياتي للجميع.

هناك 3 تعليقات:

  1. رحلة جميلة جعلتني أحس أني معك بها ،أسلوب جميل في الكتابة ،شكراً على هذه المتعة أخي أسامة

    ردحذف
  2. الغرب يقدرون صاحب المبدأ ، ليس كل مقلد أعمى

    ردحذف
  3. لذلك على كل مسلم مسؤولية عظيمة جدا وهو أنه لايمثل نفسه فقط بل يمثل دينه الإسلام فكل عمل تعمله أنت تحسن أو تسيء إلى دينك فتنبه أخي الكريم فأنت سفير الإسلام أينما حللت أو توجهت فكن نعم القدوة.

    ردحذف