الأربعاء، 5 أكتوبر 2011

نظرة شبابنا السعودي للفتيات


كانت السعادة تملأ قلبي عندما قابلت صديقا لي لم أره منذ مدة حيث كان يدرس في الخارج مع الحملة الوطنية لابتعاث الطلبة السعوديين سالته عن أحواله وطفنا في مجموعة من الأخبار والمواضيع الرائعة والجميلة هنا في هذه اللحظة مر بجانبنا مجموعة من الشباب السعودي من ذوي الشماغ ذو البصمة السادسة (لا أعرف إذا كان هذا آخر الموديلات) فلاحظت تمعرا وأسفا في وجهه فقلت : خيرا إن شاء الله قال : للأسف أن الانطباع العام للشباب السعودي المبتعث مؤسف تشويه لسمعة البلد وتشويه لسمعة المسلمين في النهاية فكثير منهم لم يذهب هناك للدراسة وجدية التحصيل بل رأيتهم يصادقون الفتيات ويدخلون البارات ويلاحقون كل فتاة تبتسم لهم وكأنهم كانوا في قمقم وانفجروا من خلاله .

رجعت إلى نفسي قليلا وقلت على ماذا يدل ذلك برايك ؟ قال : على ضعف الوازع الديني. قلت له : ليس هذا فقط 
بل إن ذلك يعكس طريقة التربية التي عشناها في المجتمع السعودي ولست ترى ذلك فقط في هؤلاء الشباب المستهتر بل ترى النقيض من التطرف في التعامل مع المراة في النظرة لها بأنها كائن غير مرغوب فيه او انها من الدرجة الثانية أو أنه ينبغي تجاهلها تماما وهناك من ينظر بعين الاحتقار وهذا بعيد عن المنهج الاسلامي المعتدل .


أتمنى أن نصل لمرحلة تقع ما بين عندما وضع النبي صلى الله عليه وسلم يده على عيني ابن عباس اثناء الطواف عندما مررن مجموعة من النساء وبين موقف النساء الذي كانوا يدخلون المسجد ويسالون النبي صلى الله عليه وسلم وهو بين ظهراني أصحابه ولا تقل لي هؤلاء صحابة بل هم قدوتنا وهم بشر كما أننا بشر وكانت النساء تستمع لخطب النبي صلى الله عليه وسلم خلف الرجال .


المشكلة ليس في الدين الاسلامي بل في طريقة تربيتنا لأبنائنا لنظرتهم للنساء فيعيش الشاب في جو تربوي يتجاهل كل ما له علاقة بالنساء إما تحت شعار اسلامي مزعوم أو عرفي قبلي جاهل وينساق وراء هذه الثقافة في الظاهر ولكنه في الباطن مختلف تماما يفكر بتلك الخطوط الحمراء المبالغ بها يتمنى لو تجاوزها حتى إذا سنحت له الفرصة هناك في بلاد الانحلال انفجر .

ألا يمكن أن يتكلم الانسان مع المرأة عند الحاجة باحترام لماذا انتشرت ثقافة لدى المجتمع السعودي مفادها النية السيئة أولا عندما يتكلم الرجل مع المرأة ، إنها القلوب المريضة التي تترجم كلمة شكرا من امرأة ما لرجل أنها تريد محادثته سرا .

لذلك تجد للأسف الأفرازات التربوية لشباب من هذا البلد لا يعرفون أن يتعاملوا مع الفتيات في الخارج باعتدال فإما الانفتاح المنحل أو الانغلاق المطلق ألا يمكن أن نكون وسطا .

فأطرق لي زميلي براسه مفكرا برهة بما قلت وكأنه يجتر الذكريات .

هناك تعليق واحد:

  1. نعم صحيح ، إن شاءالله نحاول ونسعى لمساعدة الطريقة الصحيحه في تربية السليمة

    ردحذف