الأحد، 4 سبتمبر 2011

تطور ثقافة الحوار في المجتمع السعودي

في فترة الثمانينيات لم يكن المجتمع السعودي يملك النضج الكافي في ثقافة الحوار فعلى مستوى الإعلام مثلا وفي الوقت التي كانت القنوات الغربية تعرض برامج حوارية مثل (لاري كينج) و (اوبرا) و (كروس فاير) و (د.فيل) الذي هو عبارة عن جمهور ومناقشة واستضافات وتعبير عن الرأي كان من النادر جدا في القنوات السعودية عرض برنامج حواري حي على الهواء مباشرة وكان غالب البرامج التلفزيونية هي عبارة مواد مسجلة مسبقا يتم معالجتها عند اللزوم ولم يصل للشعب السعودي إلا قناتين فقط الأولى والثانية وكان الأوفر حظا والأكثر اطلاعا هم المنطقة الشرقية حيث تظهر لديهم القنوات الخليجية نوعا ما ، وبالجملة كانت ثقافة الحوار ضحلة ولم يعتد المجتمع السعودي على برامج حوارية هادفة وشفافة بل كانت معظم تلك البرامج مسجلة ورتيبة وتفتقد إلى الاحتراف إلى جانب أن بعضها موجهة سياسيا وتجاريا نحو خدمة أهداف محددة سلفا وبعضها لم تكن له أهداف أو أجندة مرتبة .
ثورة اللاقطات الفضائية
بعد حرب الخليج الثانية وبالتحديد ما بعد عام 1992م ظهرت الأطباق الفضائية وغدت البيوت مليئة بها بأحجام مختلفة وغزت البيوت ألوانا من القنوات الفضائية المختلفة وكانت حقبة هاجمتها المؤسسة الدينية وصدرت الفتاوى بمقاطعتها واتهام من يملكها وكسر بعض الغيورين الشباب لاقطات أسطح المنازل، إلا أن الشعب فيما بعد تفاجأ بنمط حواري لم يعتد عليه وتفتقت آفاق حوارية جديدة وظهر عدم النضج للمشاركين السعوديين بشكل واضح وجلي إذ كان المقدم يفتح باب النقاش للجمهور فيبدأ الهجوم والسب والشتم أما إذا كانت المقدمة امرأة وفتحت باب الحوار للجمهور فتجد المتصل يترك الموضوع ويتغزل بالمقدمة وظهرت حوادث مضحكة من هذا القبيل .
لكن بعد فترة ومع نهاية فترة التسعينيات وبداية الألفية اختفت تلك المظاهر بشكل واضح وغدا جيل جديد من الشباب أكثر نضجا وفكرا وعقلا ومعلوماتية شارك بالحوارات الثقافية المختلفة في قنوات الجزيرة وأوربت والعربية والشرق الأوسط(MBC) وظهرت الحاجة لوجود مقدمين سعوديين لديهم ثقافة الحوار الراقية ولا زالت الساحة خالية حتى الآن سوى ما قدمته قناة الاخبارية والمجد من نماذج ترتقي وتتحدى إلا أنه لا زالت القنوات الفضائية لا تثق بالمحاور الخليجي بشكل عام حتى الآن رغم أن بعض هذه القنوات يملكها سعوديون .
المدارس والتعليم
كانت السمة الغالبة للبيئة المدرسية في فترة الثمانينيات هي علاقة الاحترام المتبادل بين الطالب والمعلم لكن من طرف واحد . إذ كان المعلم يعامل الطالب بالتهديد والعصا وما يسمى (الفلكة) والضرب ولا يعرف الطالب في ذلك الوقت كيف يتحاور مع المقابل سوى ما توفره بعض العادات القبلية من ثقافة عقيمة ومغلقة في طريقة الحوار مع البالغين .إلا أنه وبعد ظهور القنوات الفضائية منع الضرب من المدارس على أمل استبداله بالحوار الناضج بين المعلم والتلميذ ، إلا أنه وكما هو الحال في أي نظام جديد يطبق على بيئة اعتادت على النظام القديم ظهرت هناك مقاومة وصدع واستغلال من قبل الطرفين المعلم والطالب فأما المعلمين فالبعض منهم لم يأبه بقرارات إدارة التعليم وحصلت حوادث وشدت إدارة التعليم على المعلمين إلى درجة أن أفقدت المعلمين هيبتهم في مرحلة من المراحل واستغل الطلبة هذا التوجه الجديد وبطريقة غير ناضجة استغلوا تلك التعليمات بمزيد من العمليات الانتقامية من المعلمين ولا يزال الميزان لم يستقر بعد بين الطرفين .
لكن بعض القنوات الفضائية بادرت باستضافة الطلبة وفتح افاق للحوار معهم وعملت بعض القنوات كقناة المجد مسابقات في المقدم المرتقب وطريقة التقديم كمهنة وقدمت هذه المسابقات للطلبة .وظهرت قنوات تحمل برامج حوارية للمراهقين فقط والصغار وكانت ناجحة حيث تستقبل المتصلين من صغار الجمهور وتطرح عليهم قضايا للنقاش وأخص بالذكر قناة الجزيرة للأطفال و mbc3.
وعلى مستوى القيادة السياسية نضجت العملية الحوارية بشكل كبير جدا وتقبلت القيادة السياسية النقد وظهر مشروع الملك عبد الله للحوار الوطني وسمح لكثير من المسلسلات التلفزيونية أو المقالات بالنقد البناء وصاحب تلك الحوارات الكثير من الشفافية ولا تزال عملية الإنضاج مستمرة حتى الآن حيث أنها تحتاج مزيدا من الوقت .

بقلم /اسامة الجامع

معايير النضج في الحوار

مقدمة:
عندما تقاس حضارة ما فإنها تقاس بعدة أمور مثل الجانب العسكري والمعماري والعلمي والثقافي ومن جزئيات هذا القياس هو معايير نضج الحوار في هذا المجتمع ومدى تغلغل وجود الحوار داخله وبين طبقاته المختلفة .فكان من مميزات حضارة الرومان مثلا وجود برلمان تشاوري لدى الطبقة الحاكمة ساهم بشكل كبير في استقرار وتوسع الحضارة الرومانية دهرا من الزمن حتى عصفت بهم الاغتيالات السياسية فيما بعد .

أما لدى العرب في الجاهلية فلم يكن الحوار موجود بصورة ناضجة بل كان الغزو من قبيلة إلى قبيلة أخرى ولو ظلما حتى أتى الإسلام وتفاجأ ذلك المجتمع الشرس الذي اعتاد الحروب بجمال وبلاغة القران الكريم ونزلت آيات لأول مرة يسمعونها واندهشوا ليس للبلاغة فقط ولكن لنماذج الحوار القصصي الموجودة
والتي لم يعتدها ذلك المجتمع قط .وقرأت القبائل ولأول مرة الحوار بين إبراهيم عليه السلام وبين أبيه والأدب في أسلوب إبراهيم بقوله (يا أبت) وقرأن القبائل أسلوب الحوار المستجدي هذه المرة بين نوح عليه السلام وبين ابنه (يا بني اركب معنا ) وقرأت القبائل أسلوب الحوار بين موسى عليه السلام وفرعون وقد أرشد الله تعالى موسى بقوله (وقولا له قولا لينا)

هنا تأثر الفكر الثقافي لدى قبائل العرب بهذه الحوارات ورغم تخلف تلك القبائل في الجانب العمراني إلا أنها أضحت من قبائل متناحرة إلى قبائل مفكرة تحمل رسالة وقيم وأسلوب تعامل ومنطق حواري راقي فكانت البنية التحتية لإمبراطورية إسلامية استمرت زهاء عشرة قرون.
معايير النضج الحواري :إن لكل تقدم حضاري معايير يحتكم إليها وعندما نقول النضج الحواري في مجتمعنا فإن لهذا النضج معايير ينبغي أن توجد لكي يطلق على إنسان بعينه أنه ناضج حواريا ولعلي إخواني الحضور ألخصها في ثلاثة نقاط :المعيار الأول : الحوار على مستوى الأفكار :فالإنسان الثقافي إذا أراد أن يرتقي بحواره نحو مستوى التغيير فإن من أولويات إهتمامه أن تكون في مستوى الأفكار أثناء الحوار إذا أن الحوار في نضجه مقسم إلى ثلاثة أقسام :مستوى الأفكار مستوى الأشخاصمستوى الأشياء

فالإنسان البدائي في حواراته يهتم بما رخصت قيمته من أشياء فتجد البعض يغلب على كلامه الحديث عن الأشياء مثل آخر المشتروات وآخر الموديلات وأهم الأجهزة
وأفخر أنواع السيارات .أما الإنسان الأكثر تطورا منه فيتكلم عن مستوى الأشخاص فتجد رجلا حضر محاضرة ثم خرج منها فيبدأ يتكلم عن المحاضر وعن مدى معرفته به ومن هو وأسلوبه ومن كان معه
أما الإنسان الأكثر تطورا على الإطلاق فلو أنه حضر هذه المحاضرة لتكلم عن الفوائد التي حصل عليها من المحاضرة وما هي أهم الأفكار التي
لفتت انتباهه وما هي القناعات التي تبدلت لديه أو أضافتها له المحاضرة .

لذلك تجد أن المجتمعات تتغير وتتطور من قبل الفلاسفة والكتاب والمفكرين ومن دار في فلكهم وليس غيرهم فهم الذين يقودون المجتمعات وتتشكل من خلالهم الثقافات عبر القرون ، لذا فإنك تجد أن الذي غير العرب هو القرآن الكريم وليس الشعر لأن القران الكريم وطوال الثلاثة عشر عاما كان ينزل مرسخا للمعتقدات أي على مستوى الأفكار بينما الشعر يكون يحوم حول الرثاء والمديح والغزل والهجاء والحروب والفخر وقليل من الحكم أي أن الشعر جله كان على مستوى
الأشخاص والأشياء .لذلك كان الفن الراقي في التمثيل والأغنية والشعر والمسرح هو ما خاطب أفكار المجتمعات وليس غرائزهم أو هواهم .
بقلم/اسامة الجامع

عندما يرقص الدماغ

)الناس كإبل مائة لا تكاد تجد فيهم راحلة )

عندما أقرأ هذا الحديث وأخرج للناس أتفكر في عقول الناس ومستوياتها كيف تفكر وإلى أي مدى ترتقي أو تتدنى وإلى أي مدى تصل فوجدت أن الناس في تفكيرها تجاهك وحديثك معهم ينقسمون فمن الناس من إذا فكر في المسألة أو الفكرة وناقشها معك فإنه لا يتجاوز في حديثه معك لدائرة أسميها دائرة (العلم بالشيء) فهو يتكلم عن الفكرة وعن وجودها أو عدمها لا أكثر .ولو بحثت أكثر وخالطت الناس حولك ستجد من الناس من يتجاوز الدائرة الأولى ليدخل في الدائرة الثانية والتي أطلق عليها دائرة(الفهم) فهو يتعامل مع الفكرة بأبعادها المختلفة ويفهمها لنفسه ويتصرف بناء على هذا الفهم غلا أنه لا يتجاوز هذه الدائرة كذلك .
ولو بحثت وخالطت الناس فستقع على أناس يتجاوزن في نقاشهم معك الدائرة الثانية نحو الدائرة الثالثة والتي أطلق عليها (التحليل) فيبدا بعدما علم بالمشكلة أو الفكرة بفهمها ومن ثم تحليلها فيعطيك تحليلا يجتهد فيه من يملك هذا النوع من التفكير ربما تستمتع بالحديث معه إلا نه يقف عند هذا المستوى من التفكير كذلك.ربما ستواصل إبحارك مع الناس محاولا استكشافهم حتى تصل لأناس يتمتعون في حديثهم بعد الدائرة الثالثة بالدائرة الرابعة وهي (التقييم) فلديه قدرة رائعة على تقييم المشكلة والفكرة مسهبا بتفصيلاتها واركانها وجزئياتها وهذا النوع أستمتع شخصيا بالحديث معه إلا أنه لا يتجاوز حدوده.
وإذا وفقك الله وصبرت على مخالطة الناس فلعل الله يوفقك لأن تجد أصحاب الدائرة الخامسة وهي (التطبيق) وهؤلاء هم الذين يشاركون من قبلهم بالأفكار إلا أن لديهم القدرة على جعل هذه الأفكار واقعا حقيقيا ملموسا فالفرق بين الناجح وغيره ليس لأن الناجح وجد الفكرة بل لأن الناجح طبق الفكرة التي فكر بها المئات طبقها على واقعه الذي يعيشه وذلك من لم يفعله الكثيرون.
وإذا بارك الله في عمرك وأمد في أثرك لربما وصلت للنوادر من الناس وهم أصحاب الدائرة السادسة وهم (المبدعون) الذين يستطيعون ربط أفكار بأفكار أو دمج أفكار بأفكار أو فصل أفكار عن أفكار فهم يأخذون الفكرة أو المسألة فيلعبون بها كما يلعب الطفل بمادة الصلصال يشكلها كيف يشاء فإذا ناقشته قد تضيع معه أثناء النقاش أو تصفه بالجنون أو تسخر منه ومن تفكيره ومن هؤلاء يولد العظماء.فجاء أخواني عند النقاش في هذا المنتدى المبارك حاولوا أن تصعد أفكارنا أكثر بكثير من مجرد الدائرة الأولى فهل نحن فاعلين.

بقلم اسامة الجامع

المنهج العلمي و التعليم في بلادنا!


لولا الخوف على دين أبنائي لأرسلتهم إلى الخارج ليتعلموا في المراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية ، إنها لقناعة راسخة لدي أن لدينا خلل كبير في تعليم التلاميذ في المدارس الطريقة الصحيحة في التفكير وحل المشكلات واتخاذ القرارات والنظرة للآخرين وحرية الرأي والإبداع وأساليب المناقشة والحوار والتوصل للحلول للمشكلة من أكثر من وجه ، نحن بعيدون جدا عن تكوين أعمدة حقيقية لهذا المجتمع تصنعه وتوجهه تلمس ذلك في المخرجات في شتى الأصعدة من ضعف التخطيط الاستراتيجي للبلاد وبطء العمل في الإدارات الحكومية وضعف التمثيل في المحافل الدولية .

حتى انك تجد المسلم الذي يفوز بجائزة نوبل للعلوم هو من مخرجات المدارس الغربية لذا فالتوليفة الثقافية هنا والممزوجة بالنظرة الأحادية بدلا من المصلحة الوطنية والتشبث بالماضي التليد دون صناعة المستقبل والإغراق بالنظرية بدلا من التطبيق قد أوردنا صفحات المآسي والمدارس ما هو إلا أنموذج من نماذج المركبات الصدئة في العالم الإسلامي.

 سويسرا ذلك البلد الجميل يسير طلبة في المرحلة الابتدائية عبر حدائق المدينة بيد كل واحد منهم قلم وورقة يتبعهم أساتذتهم وقف زميلي متربصا حركاتهم وسكناتهم فاقترب منهم وسال الأستاذ ماذا تفعلون ؟ فقال : وجهنا التلاميذ نحو رصد المتغيرات والمناظر في هذا الشارع وكتابتها وكتابة الملاحظات التي أعجبتهم في هذا الشارع حتى إذا رجعوا إلى المدرسة يكتبون ما هي الأشياء التي لو أضافوها لهذه الملاحظات لكانت أجمل وأفضل إنه تعليم للتفكير الناقد.

مدرسة أمريكية في مدينة ريفية تجرى بينهم نشاط مدرسي وهو عبارة عن إجراء انتخابات لاختيار عميد الطلبة لهذه السنة فيجتهد الطلبة لاختيار الصالح منهم وليست المسالة لعبة للتفاخر بينهم أو المجاملة إذا ينبغي من يستلم المنصب أن يكون لديه برنامج جاد لخدمة المدرسة والنظر في احتياجات الطلبة وتوصيل مشكلاتهم للإدارة ووضع الحلول وبذلك يستحق هذا المنصب لذا يحرص الطلبة على اختيار الأكفأ لهذا المنصب ويكون هناك حملة انتخابية يديرها مدير انتخابي من الطلبة أنفسهم فيتعلمون أن يضعوا الشخص المناسب في المكان المناسب.

 وفي سنغافورة يفاجأ أب من الآباء وهو خالي بابنه ومعه مجموعة من الأصدقاء يجتمعون خارج وقت الدراسة في المنزل والسبب أن لديهم Research  فيحتاجون لوحة وأوراق وانترنت حيث أنه من الواجب عليهم أن يكملوا مهمتهم كفريق عمل Team Work كما طلبت منهم المدرسة بقي أن أقول أن هؤلاء التلاميذ هم في المرحلة الابتدائية ، أمام مؤتمر عام يتحدث مدير مدرسة ابتدائية في انجلترا وكنت حاضرا عن سبب اختيار مدرسته كأفضل مدرسة في المقاطعة وقال انه اجتمع مع مدرسيه واتفقوا على التالي : أولا : يمنع الصراخ تجاه الطلبة.

 فهل تلومونني عندما أقول أني أفضل أن يدرس أبنائي في الخارج على أن يدرسوا في المدارس هنا إذ تلمس الاختلاف بين الشرق والغرب في أمور جزئية بسيطة لا نعيرها بالا تصنع الفرق في المستقبل البعيد تجدها في طريقة حوار المدرس مع التلميذ تجدها في معرفة المدرسة اتجاهها إلى أين المنهج العلمي واستخراج مهارات الطالب تجدها في كيفية جعل الطالب أن يعرف كيف يعرف ما يريد في مستقبله المهني تجدها في انسجام منظومة التعليم نحو صناعة رجل الغد الذي في النهاية يصنع لهم الصاروخ والغواصة والسيارة والذكاء الاصطناعي هؤلاء العلماء الذين غيروا وجه التاريخ هم من تعلموا في مقاعد الدراسة تلك فإلى أين نحن سائرون.

بقلم/أسامة عبد الرؤوف الجامع

انظر للجانب الإيجابي لمشكلاتك

عندما سئل أحد عمال المطاعم لماذا نجدك مبتسما كل يوم قال إنني عندما استيقظ من نومي وأتجهز للذهاب إلى العمل ولبدء حياة جديدة في ذاك اليوم فإن لدي خيارين أبدأ بهما : إما أن أختار أن أبدأ يومي بضجر وتأفف وأبقى سائر اليوم كذلك وإما أن أبدأ يومي بابتسامة ورضا وأبقى سائر اليوم كذلك ، لذا فإنني أقرر أن أختار الخيار الثاني وهكذا يكون سائر يومي.
عندما أدخل لبنك أو مستشفى وأجد ذلك الموظف الذي يستقبلني بوجه جامد أو عابس أتساءل أي طاقة سلبية استهلكها وأي حلاوة لليوم أضاعها وأي نعمة من الله غابت عنه في وقته ذاك. وأذكر أني دخلت مكتبا للسفريات مبتسما فاستقبلني الموظف هاشا باشا وسلم علي وانتظر مني أن أذكره بنفسي ظانا أنني أعرفه من قبل بسبب ابتسامتي وبشاشتي إذ أنه لم يعتد على ذلك من قبل .التفت حولك ستجد المشكلات بلا شك وأنت تتحكم في ردة فعلك تجاه هذه المشكلات التي إما أن تكون إيجابية أو سلبية بحسب قرارك أنت ، ولو قلت لي أن للمشكلة توابع مضجرة أو محزنة فإنني أقول لك أن هناك جانب مشرق لكل مشكلة تحصل واذكر أن سيدة أرسلت لي بريدا الكترونيا قالت فيه أنها تشعر بالغضب لإزعاج أبنائها داخل المنزل فأرسلت لها قائلا إن الوقت الذي يكون فيه بيتك هادئا وأبنائك فيه هو الوقت الذي يكون في أبنائك مرضى فاحمدي الله على هذا الإزعاج فهم أصحاء ، ثم أرسلت لي في وقت آخر تشكو فيه مرض أبنائها وأنها تشعر بالحزن فأرسلت لها قائلا إن جسم الإنسان لن تقو مناعته برأي الأطباء ما لم يمرض ويقاوم المرض فأبنائك يعيشون لحظات تقوية لمناعتهم وهذا جيد.
ولكل مشكلة جانب مشرق ينتظر منك أن تختار أن تنظر إليه ولكن من الناس من يختار أن ينظر للجانب السلبي دوما فتجده متذمرا بل حتى لو انحلت مشكلته فقد يتذمر من تأخر حلها .وتفكر في حياتك وانظر حولك................
بإمكانك تتذمر لأن سيارتك تعطلت ولكن ذلك يعني أن لديك سيارة وغيرك لا.بإمكانك أن تتذمر لفوات رحلة طائرتك ولكن ذلك يعني أن لديك متسعا من الوقت لتنهي ما ضاق عليك الوقت لإنهائه.بإمكانك أن تتذمر لأن طفلك لا يحل واجباته ويجلس أمام التلفاز ولكن ذلك يعني أنه في البيت وليس في الشارع.بإمكانك أن تتذمر لخصم في راتبك ولكن ذلك يعني أن لديك عملا وتحقق دخلا وغيرك لا.بإمكانك أن تتذمر للإرهاق الذي أصابك ولكن ذلك يعني أنك كنت تعمل بجد وغيرك فارغ.بإمكانك أن تتذمر لتعطل الإضاءة بمنزلك ولكن ذلك يعني أن لديك منزلا وغيرك في مشرد.بإمكانك أن تتذمر لوجود مسافة طويلة تمشيها للسوق أو المستشفى لكن ذلك يعني أنك حرقت سعرات حرارية .بإمكانك أن تتذمر لضياع صفحة كتبتها ولم تحفظها في الكمبيوتر كما حصل لي أثناء كتابة هذا المقال ولكن ذلك يعني أنك ازددت خبرة وتعلمت من خطأك أكثر من غيرك.
إن حياتك كعملة نقدية لها وجهان أيهما تختار ، والأمر بيدك وليس بيد غيرك ، ابدا هذا النوع من التفكير من الغد صباحا لتكون سمة تتفوق بها على غيرك وإن صحوت غدا وأنت تفكر بمشكلاتك يكفي أن الله تعالى أعطاك يوما إضافيا تعيش فيه ليراك وما تعمل ، وإن جاهدت نفسك على ذلك تأكد أن هذا النوع من التفكير سيكون سمة عفوية فيك لتستمتع بالحياة حولك مهما كانت.

تحياتي
أسامة عبد الرؤوف الجامع

أفلام الكرتون والبحث عن الهوية

في أحد مطاعم دمشق الجميلة وعلى هامش وجبة الغداء للمشويات السورية اللذيذة كان لي حوار مع أحد مسؤولي قناة سبيس تون ، كان رجلا ممتلئا عمليا وأخذ يتحدث عن استراتيجية قناته المقبلة وكيف أنها تحمل الكثير من القيم المفيدة للطفل وتحدث كذلك عن قناة مقبلة فتية اسمها قناة الشباب (جرى إطلاقها حاليا) تحت مظلة سبيس تون وهي القناة التي تتلقف مشاهدي سبيس تون للأطفال بعدما كبروا و أصبحوا فتيانا ومراهقين وهاجم كذلك القنوات الفضائية الأخرى للأطفال مثل MBC3 وتحدث عن وجود أجندة لدى إدارة هذه القناة يريدون تمريرها لدى البيوت الخليجية أجندة مدتها عشرات السنوات لبناء فكر غربي ممجوج يظهر أثره بعد حين.وأثنى على قناته سبيس تون وكيف أنها لا تسمح بأفكار هدامة ولا تتجاوز الخطوط الحمراء للعائلة الخليجية ، كان حوار ممتعا في الحقيقة ليس بسبب المضمون فقط ولكن بسبب الفرصة للتحدث مع من لديهم إطلاع عن آلة إعلامية تدخل بيتك لترى وتلمس بنفسك كيف يفكر هؤلاء .



وبينما أخذ الضيف يكيل المديح لنفسه ولقناته سرح خاطري أسفا على حال واقعنا الاعلامي الموجه لثقافة الطفل وتذكرت كتبا قرأته للداعية الاسلامي الأردني يوسف العظم رحمه الله بعنوان (رحلة الضياع للإعلام العربي المعاصر ) أذكر أني قرأته مرتين تحدث فيه عن سيطرة الفكر الإعلامي المستغرب على العالم العربي وكيف نشأ وكيف همش الفكر الاسلامي على مر العقود مرورا بمصر وصولا بالشام عىل جميع الأصعدة التلفزيون والإذاعة والصحف ، نعود لموضوعنا فأقول أن الناظر لواقع القنوات الفضائية الموجهة للطفل يكتشف أنها تحمل ثقافتين مدبلجتين:الأولى: هي الثقافة الأمريكية ممثلة بقنوات MBC3 ومن على شاكلتها مثل التي استوردت أفلاما للكرتون أمريكية ودبلجتها بقصصها المختلفة وما تحمله من ثقافة مختلفة تماما عن الواقع الذي يعيشه الطفل ورغم أن هذه المنتجات وضعت للتسلية بقالب سلبي من الناحية الشرعية وخاصة علاقة الفتى بالفتاة إلا أن هناك بعض أفلام الكرتون جيدة نوعا ما ولكنها قليلة جدا مثل الأفلام الكرتونية التي تتحدث عن قصص الحيوانات مثلا ومنتجات دزني التي اتهمت في كثير من إنتاجاتها بالعنصرية تجاه السود.

ثانيا: الثقافة اليابانية وقد اكتسحت أفلامها وبرامجها العالم العربي برمته ولم تستطع البرامج الكرتونية الأمريكية مقارعتها بل 
إن تفوق الآلة الكرتونية اليابانية أدى بهم إلى إنتاج أفلام كرتون يابانية موجهة للبالغين ، أقول أن أفلام الكرتون اليابانية جذبت السوق العربية في مرحلة ما قبل القنوات الفضائية بمادة مشوقة نجحت نجاحا باهرا في العالم العربي استثمرت من خلاله قصص ألف وليلة العربية وجمعت أساطين أشهر الشخصيات الخيالية العربية الثلاثة (السندباد – علاء الدين – علي بابا) والتي تحمل كل شخصية قصة منفصلة ووضعتهم في قصة واحدة وكلنا يذكر كرتون السندباد التي تدور أحداثه في عصور الخلافة الاسلامية عندما تلتقي الشخصيات الثلاث مع بعضها البعض بملابس ومدن وأسماء عربية بل كانت بداية حلقة هذا المسلسل هي مشهد السندباد وهو يصلي بطريقة مضحكة حذفته بعض القنوات العربية.
ويخطئ من يظن أن أفلام الكرتون اليابانية أقرب للعالم العربي من حيث المحافظة الأخلاقية ففي الوقت التي كانت الأفلام الكرتونية الأمريكية تحترم بإسم القانون معدل أعمار الأطفال وتتجنب وضع لقطات غير لائقة بحسب عرفهم هم طبعا كانت الأفلام اليابانية ذات الخلفية البوذية تفتقد للوعي العمري والزمني للأطفال وبسبب كون القائمين في القنوات العربية على بث تلك البرامج من الأجانب وغير المسلمين في فترة ما قبل الفضائيات كانت هناك لقطات عري غريبة تدخل ضمن المشاهد دون حذف انتبهت لها القنوات الفضائية العربية فيما بعد وحذفت وكان أبرزها مسلسل كرتوني اسمه (ساسوكي).ومن الطوام التي وجدت لدى المسلسلات اليابانية والتي لا تجدها منتشرة لدى مسلسلات الأطفال الأمريكية كثرة مشاهد السحر والشعوذة وإبراز أصحابها أنهم أبطال وكانت هذه ظاهرة مؤثرة في عقلية الطفل العربي وأذكر أحد الأساتذة أخبرني كيف أن طفلا في المرحلة الابتدائية أتاه يسأله كيف السبيل أن يصبح ساحرا ليساعد الضعفاء وعند سؤاله عن المصدر ذكر أنه كان يتابع حلقات السندباد.إلا أن من الأمور الإيجابية التي تفوقت بها الأفلام الكرتونية اليابانية هي كثرة القيم الإنسانية النبيلة والعميقة ذات المشاعر الموجودة في المسلسل وترجمة الأعمال الأدبية العالمية إلى قصص محببة للأطفال وكلنا يذكر (حكايات لا تنسى) و (أحلى الأيام).
هذه الميزة تفتقدها الأفلام الكرتونية الأمريكية التي اشتهرت بالخيال العلمي والقوة والعنف إلا أن هذه الميزة بدأت بالضعف مع الجيل الجديد لأفلام الكرتون اليابانية التي بدت تجارية نوعا ما. وقد صرح بذلك أحد أشهر الشخصيات الصوتية العربية المدبلجة لأفلام الكرتون – جهاد الأطرش – و – وحيد جلال – اللذان مثلا بصوتيهما في مسلسلي (غريندايزر- دايسكي) (وجزيرة الكنز- سيلفر) في مقابلة لدى إحدى القنوات اللبنانية التي شاهدتها بنفسي عن عزوفه عن العمل بسبب رداءة النص وهبوط مستوى القيم الأخلاقية لدى المسلسلات الكرتونية التي أصبحت تجارية هذا الرجل جهاد الأطرش كان سبب نوعيا في نجاح مسلسل غريندايزر التي أعلنت الشركة اليابانية أن فوجئت بالنجاح الكبير لهذا المسلسل في العالم العربي رغم محدودية نجاحه في اليابان وذكروا أن سبب نجاح النسخة العربية هو صوت وحنجرة – جهاد الأطرشكل تلك الأفكار مرت علي وأنا على طاولة الطعام مستمتعا بحديث الضيف من قناة سبيس تون وأنا أتساءل متى نتحرر من دفتي المسلسلات الكرتونية اليابانية والأمريكية ومتى تكون لنا هوية مستقلة لدى برامجنا الخاصة بنا ففي الوقت التي انطلقت تلك المؤسسات لصناعة تلك الأفلام الكرتونية وأسست لها قاعدة شعبية عريضة في العالم العربي وفي نفس الوقت كانت هناك حرب شعواء من قبل بعض المرجعيات الدينية تجاه بعض المؤسسات الإعلامية الاسلامية في تركيا وماليزيا بالتعاون مع شركات عربية اسلامية لإنتاج أفلام كرتون ذات طابع اسلامي وقد استهلكت الكثير من الوقت وضاع الكثير من الجهد في مهاترات من أمثال هل يجوز أن ننتج أفلاما كرتونية أم لا في الوقت الذي يجلس فيه أبنائنا بالساعات أمام كل مستورد .

تأملات في سيكلوجية ضعف القراءة

كان الصباح باكرا عندما انطلق الباص بسرعة معتدلة من مطار لندن إلى مدينة اكسفورد والتي تبعد ما يقارب من 120 كلم امتلأت نصف مقاعد الباص وانشغل الكل بما يخصه محاولين قضاء الوقت المتبقي حتى الوصول .
لفت انتباهي وأنا في الباص مجموعة من الأشخاص كانت لديهم كتبا صغيرة شرعوا في قراءتها حاولت اختلاس النظر لعناوين هذه الكتب البعض منها روايات والبعض منه كتبا أدبية لعلها كتبا تخصصية ، كان الجو هادئا جدا أحسست أن الكل أراد الاستفادة من هذا الوقت الممل في الباص كان الباص نظيفا لدرجة أني اعتقدت أنه قد خرجت للتو من المصنع حتى المقاعد كانت نظيفة ، قارنت ذلك بالباصات في مدينتنا الدمام أو الخبر أو الرياض إذ تجد ذكريات من ركبوا هذا الباص معلّمة على جنبات المقاعد بأقلام ملونة وكأنهم اكتشفوا أرضا جديدة أرادوا أن يضعوا لمساتهم عليها .
في مشهد آخر في مدينة فانكوفر في كندا كنت متوجها نحو الميناء للحاق بباخرة كانت متوجهة لجزيرة فانكوفر ركبت الباخرة على عجالة وجلست في مقاعدها كانت باخرة كبيرة جدا محملة بالسيارات والناس إذ كان الناس يأخذون سياراتهم معهم متوجهين لأعمالهم على أرض الجزيرة ، نفس المشهد تكرر لدي رأيت غير قليل من الناس قد شرعوا في قراءة كتب أحضروها معهم كانت كتبا صغيرة الحجم مناسبة وكأنها قد خصص للرحلات والسفر .
في مشهد ثالث رايته حدث في مطار الملك فهد بالدمام عندما كنت في انتظار الطائرة وعلى مقاعد الانتظار كان هناك جمهرة من الناس في صالة الانتظار كان الجو حيويا جدا البعض يتبادل أطراف الحديث مع آخرين والبعض الآخر صامت يحملق في أرض المطار وآخرون بعائلاتهم يحاولون كف أذى أبنائهم عن العامة.
إلا أنني عندما أجلت النظر في الناس هناك لم أجد واحدا يقرا سوى واحد عرفت عندما اقتربت منه من الخلف أن ما يقرأه كان عبارة عن مجلة تتكلم عن إحياء مغنية لحفلة في إحدى الدول الخليجية كان متمعنا في صورة المغنية أكثر بكثير مما كتب عن الحفلة.
أين الخلل ؟
كانت تلك المشاهد عبارة عن ذكريات مبعثرة في حياتي جمعتها من أجل خدمة هذا الموضوع الذي أرّق الغيورين من المجتمع .لقد اكتشفت في النهاية أن القراءة هي ليست قرار تتخذه في لحظة ما وتقول لنفسك سوف أكون قارئا جيدا الآن ولكن المسالة أعمق من ذلك بكثير.
هناك عالم سيكولوجي يدعى (باون) كان لديه تحليل متميز في العلاقات الإنسانية والأسرية حيث كان يقول (أن  العادات السلوكية التي تملكها أنت والمتجذرة فيك إنما هي متوارثة من الأب أو الأم سواء كانت سلبية أم إيجابية .).
ومن هنا نفهم أن القراءة هي عادة متمكنة داخل الإنسان تنشأ من الداخل مثل عادة تفريش الأسنان أو لبس معين أو لهجة معينة أو أكلة معينة .لذلك تجد أن من الناس من يقرأ بنهم ويستمتع بالقراءة ومن الناس من يجاهد نفسه على القراءة وربما بدا بكتاب أو اثنين ولم ينهه .
إنها ثقافة أسرة ؟
تلعب الدرجة الثقافية للأسرة دورا رئيسيا في وعي الأبناء وطريقة تفكيرهم فالأب أو الأم اللذين لهما درجة علمية عالية تكون ثقافة القراءة غالبا موجودة على الأقل من خلال انشغال الأب بالبحث والتحصيل أو ترتيب الأم لمكتبة المنزل فينشأ الابن أو البنت هنا على مشاهد ثقافية تصبح مألوفة لديه فيما بعد مشاهد الورقة والقلم والكتاب المصفوف في رفوف المكتبة وتصفح الأم للكتاب وتكليف الابن بإحضار الكتاب من مكتبة المنزل ، إن مجرد وجود الابن في هذا الجو يجعل عادة القراءة قريبة له محببة إليه ويعتمد ذلك بقوة على طريقة تعامل الوالدين مع الكتاب .


ولعل أكثر الأخوة والأخوات قراءة هم اللذين كانت آبائهم وأمهاتهم يقرأون عليهم قصصا في الصغر ويتبادلون التعليقات حوله جنبا إلى جنب والكتاب الملوّن المصور بين أيديهم . لذلك كانت حب القراءة عادة من ضمن عادات الأسرة المختلفة بل إن تلك الأسرة تناقش أبنائها في كيفية المحافظة على الكتاب وكيفية تقليب صفحاته بهدوء .
إلا أنه لا يشترط بالضرورة أن الدرجة العلمية للأسرة تتحكم بغرس عادة القراءة لدى الابن الذي قد يتأثر بصورة أو بأخرى بأستاذه في المدرسة أو أحد أقربائه أو زملاءه إلا أنه مما لا شك فيه أن الدرجة العلمية للأسرة تؤثر على حب الأبناء للقراءة بدرجات متفاوتة .
ولا عجب أن نجد أن هناك فرقا شاسعا في مبيعات الكتب بين الدول الغربية والدول العربية فالدول العربية الإحصائيات لديها بالآلاف بينما الدول الغربية الإحصائيات لديها بالملايين   فقد أصدر مؤتمر حركة التأليف والنشر العربي لعام 2009 بيانا وضح فيه أن معدل القراءة في العالم العربي لا يتجاوز 4% من معدل القراءة في بريطانيا مثلا.
وأذكر أنه عندما ألّفت كتابا للعامة طرح في الأسواق بيع منه ثلاثة آلاف نسخة كان ذلك هو حجم قراءة المجتمع للكتب . عدا ذلك فإن مجتمعنا اعتاد على التوزيع الخيري بدلا من التحصيل العلمي للكتب وظهر ذلك جليا عندما ألّفت كتاب آخر كان حجم المبيعات فيه 5000 آلاف كتاب إلا أن حجم الطلب للتوزيع الخيري كان 15.000 كتاب ، الأعداد كلها قرأت ولكن شتّان بين الدافعين الأول الدافع ذاتي إذ كان رغبة في الشراء والتعلم والآخر خيري ولن يتعلم أبدا من اعتمد على الكتب الخيرية تأتيه إلى باب منزله .
إن غرس حب القراءة ينبغي أن يكون منذ الطفولة الأولى في تحبيب الأطفال للكتب الخاصة بهم بشرط أن تكون متضمنة صورا ذات ألوان زاهية وجودة عالية في الإخراج والفكرة الجديدة بدلا من كتب النصوص الخالية من الصور والتي رأيتها في بعض المكتبات هنا ، هذا أردنا فعلا أن نجعل طفلنا يمتزج بالكتاب ، بل إذا أردنا فعلا أن ننافس كتابا عالميا مثل كتاب الأطفال –هاري بوتر- مثلا لمؤلفته البريطانية ( جي.كي.رولينغ ) والمخصص للأطفال الذي تجاوزت عدد مبيعاته 100 مليون نسخة وتتعجب أكثر إذا علمت أن عدد صفحات الكتاب يصل إلى 400 صفحة فما الذي يجعل طفلا يشتريه فضلا على أن يقرأه إنها بلا شك .....ثقافة أسرة.... وجودة منتج .

إن ضعف المؤسسات الحكومية والخاصة في دعم حركة التأليف داخل المجتمع ساهم بدرجة كبيرة على عدم خلق الجو الثقافي لأبنائه فهل سمعنا بتكريم مؤلفين أو فوز كتاب ما في لائحة أفضل الكتب مبيعا وجودة !!.
والذي أنصحه في الوقت الحالي لمن يريد القراءة أن يقرأ فيما يحب أن يقرأه في البداية ولا يرغم نفسه على قراءة ما لا يحب لئلا ينفر والأمر الآخر أنه إذا اشترى كتاب فبإمكانه في البداية أن يفتح الفهرس ويختار قراءة المواضيع التي تجذبه في البداية والطريقة الثالثة هو الاشتراك في دوريات شهرية هي ملخصات لكتب تكون مختارة ومنتقاة في مجالات مختلفة
بقلم / أسامة عبد الرؤوف الجامع