الأحد، 30 أكتوبر 2011

أيامي في بريطانيا 1/3

المشهد الأول

لم أكد أصل أرض مطار هيثرو في لندن صيفا حتى ارتجفت من البرد نسيت أن هناك فرق كبير بين صيف السعودية وصيف لندن ملابسي كانت خفيفة وكانت درجة الحرارة أقل من 20 درجة مئوية فارتجفت من البرد ، هالني منظر مطار هيثرو لا أقول ملعب بل ملاعب مجتمعة ، تضيع فيه إذا لم تعرف اللغة الانجليزية بل انك تضيع فيه إذا عرفت اللغة الانجليزية، الجيد أن هناك مركزا للمعلومات في المطار فإذا اختلطت عليك الأوراق ولم تعرف أولك من تاليك بإمكانهم مساعدتك.


 عند اقترابي من نقطة التفتيش كان لدي كتاب وعادة احمل معي كتابا أقرأه في الرحلات الطويلة استثمارا للوقت ، هنا أشار أحد الجنود للمفتشة إلي بتفتيش ما أحمله فأومأت إلي بما أحمله في يدي فرأته كتبا فقالت وقد بدت نبرة الغضب إلى الجندي (إنه كتاب لا أكثر) كانت امرأة سوداء فهل جعلها ذلك تتعاطف معي يا ترى ، وعند ختم الجواز قال لي موظف الجوازات بصوت عال – ما هو دورك هنا – كان الرجل أسودا ذو صوت ضخم أشبه برجال المصارعة الحرة عند تحية جماهيرهم ، أجبت الرجل فأومأ إلى ضابط مخابرات فأعطاه جواز سفري وكان رجلا طويلا مؤدبا غابة في الأدب سألني بضعة أسئلة ثم أعاد لي الجواز وشكرني وتمنى لي طيب الإقامة الجيد هو احترام إنسانية الإنسان لديهم بعكس المطارات العربية .
ويعد مطار هيثرو من أكثر المطارات انشغالا في العالم وينافسه مطار دبي لمن لا يصدق ، الباص المتجه إلى مقصدي عندما ركبت الباص سألني سائق الباص معك أحد أم لوحدك؟ قلت لوحدي فضحك قائلا ما أجمل العزوبية في الحياة يقصد أن لا زوجة لدي أو صديقة لا أدري بحسب ثقافتهم ، العجيب أن سائق الباص بدأ بالإعلان لجميع الركاب وكاني في طائرة فتكلم عن الجهة والمسافة وتقدير الوقت ودرجة الحرارة ....الخ لاحظت أن الباص نظيف فلا تشققات في المقاعد ولا توجد عبارات مثل (أبو سالم يحبكم والحب عذاب) كم اعتدنا على الجدران بالإضافة أن عليك ربط حزام الأمان .
عند نزولنا من الباص الكل أخذ مخلفاته :علب أوراق مهملات لم يترك أحد مهملاته على الارض أو دسها في حافة المقعد الكل ترك المكان نظيفا كما أتاه نظيفا أمر عجيب .دخلت سكن الزوار استقبلتني سيدة انجليزية في العقد الثالث من العمر فهم يتوقعون وصولي عرفت فيما بعد أنها إحدى المرشدات لبرنامجي همت تلك السيدة أن تحمل حقيبتي التي أحملها رفضت رفضا قاطعا حاولت معي لكني رفضت إذ لم أعتد أن سيدة تحمل حقيبة ثقيلة مثل التي أحملها لو كان رجلا لوافقت ، حملت الحقيبة نحو غرفتي ومضت السيدة معي شاكرة لي صنيعي الذي وفر عليه الجهد والعرق وأخبرتني كيف أنها عاشت في دولة الكويت زمنا دخلت إلى غرفتي أرادت أن تدخل لتشرح لي البرنامج عادة وفي هذه اللحظة يفترض أن أقول (تفضل معنا) لكن المشكلة أنها سيدة فاكتفيت بشرحها عند الباب وشكرتها ثم رحلت .

في الصباح الباكر توجهت لقاعة الطعام بالمبنى لتناول الفطور بعد انتهائي قمت لأذهب فاقتربت مني سيدة المطبخ قائلة لي الرجاء حمل الأطباق ووضعها في المغسلة بعد انتهائك انحرجت جدا فقد اعتدنا في السعودية أن نبقي الأطباق ونقوم عنها لوجود العمال في المطعم وعزز ذلك تدليل الوالدة لنا ووجود الشغالة كل ذلك أوجد لدينا ثقافة أن نقوم بعد الطعام ونبقي الأطباق بعد انتهائنا على الطاولة فنحن شعب مرفه نوعا ما (بعد ذلك أصبحت أحمل أطباق الطعام بعد انتهائي سائر حياتي.
ماذا حصل بعد ذلك مع المجموعة الانجليزية ؟ ما هو موقفي من المرأة السويسرية التي لي معها موقف ؟ ما هو موفقي مع الرجل السويسري الذي اقترب مني ؟ وأحدثكم عن لقائي بالمرأة الصربية أما المرأة الإسرائيلية ولقائي معها فموضوع آخر.


يتبع.....


بقلم/أسامة الجامع

هناك 5 تعليقات: