العشق....لكن مع من؟

العشق بين الزوجين

       من لم يجرب عشق زوجته فقد فاته حظ عظيم من متعة الحياة ، كانت هذه كلمات صاحب لي كنت معه في جلسة سمر ذكرها مع مجموعة من الحوارات الرائعة في مفاهيم الحياة المختلفة ، والحديث في هذا الموضوع ذو شجون إذ أنه أي العشق سلاح ذو حدين، وكان ابن القيم يتعوذ من العشق حتى أنه ألّف كتابه الجواب الكافي لمن سال عن الدواء الشافي استجابة لرجل عشق امرأة وجاء يسأله عن الدواء ، والعشق إذا وجد في مكانه الصحيح فهو من أروع التجارب التي تمر على الإنسان ، والعشق مصطلح معروف قديما ألّفت فيه الكتب ورويت فيه أخبار العجم والعرب .

 أما وجهه الحديث والمطور فهي الرومانسية بين الزوجين وهو مفهوم أوسع من العشق إذا أن العشق هو ولع القلب أما الرومانسية فهي القالب الذي يكون فيه العشق والرومانسية هي الممارسات التي يعبر بها العاشق لمعشوقته من جو وكلام وأفعال وتجهيز ، ويسبح العاشق في بلاد غير تلك البلاد التي يعرفها متى ما عشق محبوبته ويقتله العشق متى ما كان في غير مكانه لذا كانت إجابة الإمام ابن القيم للعاشق هو الزواج من المعشوقة ، وإن لكل مفهوم مظاهر وسمات وإن من مظاهر العشق تعلق القلب الإحساس بالحزن عن غياب المعشوق ولو كنت متزوجا فإنك لا تصبر أن تغيب عن المنزل فترة طويلة ولربما نطقت الزوجة بالكلمة فتعرف مرادها قبل أن تصل إلى مسامعك ولربما فتح باب المنزل فيخفق قلب الزوجة ظنا منها أنه الزوج قبل أن تتيقن من الداخل .

 ويشعر الزوج بزوجته أنها توأم روحه بل يشعر بالكلمات قبل أن يسمعها ، حتى يصل العاشقان أنهما يتكلمان لغة لا يفهمها أحد إلا هما دون سواهما ، وإذا تحدثا لبعضيهما يخيل إليهما أن الزمن توقف فإذا مات أحدهما تبعه الآخر أو أصابه المرض والحزن الشديد فالمؤمن يصبر وقليل الإيمان تتوقف حياته عن الدوران ، وليس لفكرة الجنس في عالم العشاق مكان هنا إذ أنه مستوى متدني مقارنة بمفهوم العشق وهذا ما يسعد المرأة أن ترى محبوبها ينظر إليها بتقدير واحترام وحب وعشق أما الجنس فهو في المرتبة الأخيرة رغم أهميته الكبرى لكنه محدود جدا وسطحي جدا.

 والسؤال هل كل بيت زوجية به عشق والجواب لا فمن الناس من ينظر لزوجته نظرة حيوانية بهيمية تسمى الجنس فقط ، ومن الناس من يكتشف بعد زواجه أنه لا يحب زوجته فيصبر عليها ومن الناس من لا يصبر فيطلق فلا يعرف أحد لم تزوج ولم طلق ، ومن أحوال الناس أن يكون العشق من طرف واحد أما الآخر ففي واد بعيد ، ومن النساء من تشتكي جفوة زوجها فهو زوج جاف لا يطرب مسامع زوجته بالكلام المعسول ولا يسمعها سوى لغة الأوامر من طبخ وكي وتعليمات .

 وتسير عجلة الحياة وقليل من يتطرق لمثل هذه المواضيع وإن تطرقنا إليه فإنه يطال حياة الأولين دون التطرق للحياة العصرية فتُترك لمن يتناولها بما هو ضار للمجتمع والأفكار كثيرة ولكنها خواطر جالت بخاطري عندما تفكرت بالمعنى السامي للعشق والله أعلم.

بقلم/

أسامة الجامع