الأربعاء، 5 أكتوبر 2011

الطريق لبناء شخصية فذة.....


إحدى التحليلات المنطقية التي تعالج تدني مستوى اهتمامات الشباب والفتيات في المجتمع والاتجاه نحو توافه وسفاسف الأمور في الحياة هو ما اسميه بفقدان الهوية ، الكوب إذا لم يمتلئ بالماء فإنه حتما سيمتلئ بالهواء وهذا ما يحدث لشبابنا اليوم .

فالتقليعات المستوردة والجنون الرياضي والمكالمات الهاتفية التافهة والتسكع في الطرقات يعكس بوضوح فقدان الهوية الداخلية لأنفسهم فليس لهم دور في بناء في هذه الحياة فمن ينظر لنفسه أنه صاحب تميز وإبداع أو صاحب رسالة يريد توصيلها للآخرين أو لديه حلم عظيم يريد إنجازه على أرض الواقع أو شخصية بناءة يريد الوصول إليها كقدوة ، كل ذلك يجعل الشاب من المستحيل أن يتجه دون معالي الأمور فهويته واضحة ويصاحب وجود الهوية ما أسميه بوضوح الرؤية .


إن صاحب الهوية الواضحة يرى أمامه المستقبل الذي يريد الوصول إليه وأغلب الناجحين تجد في طيات كلامهم أمثال ذلك  كان يقول (أعطيت مفاتيح فارس والله إني لأبصر قصورها ) وعمر بن عبد العزيزeفالنبي  كان يقول (إن لي نفسا تواقة ) ونجد في الأمثلة الغربية بل جيتس الذي كان يقول قبل أن يحقق نجاحه ( إن حلمي أن يدخل الكمبيوتر كل بيت ) وكان له ما أراد ببرامج شركة مايكروسوفت وكذلك الكولونيل ساندرز عندما كان عامل فحم في بداية حياته كيف كان يقول لنفسه سأكون شخصا ذا شأن في المستقبل وكان له ما أراد بسلسلة مطاعم كنتاكي التسعة آلاف حول العالم ، وكل ناجح حقق نجاحه بدأ بحلم ورؤية ثم واقع فماذا عنك أنت.


تعلم أن تقول لا !! يشتكي كثير من الأخوة والأخوات من الخجل تجاه طلبات الآخرين فقد يبذل ويعين ويساعد وفي النهاية تضيع كثر من حقوقه ويتضرر ثم يقول لماذا يعاملني الآخرون هكذا ؟ ، في الحقيقة من الناس من لديه ضعف في رد الآخرين فهو يوافق دونما تردد تحت شعار الأخوة ومساعدة الآخرين وفي النهاية يتحول هو إلى الضحية ، وعندما تسأله لماذا؟ يتحجج بأنه لا يريد أن يغضب أحدا ، إن هذا الإنسان لديه ضعف في الحفاظ على حقوقه ومبالغة في مراعاة مشاعر الآخرين وحتى لو أدى ذلك إلى ضرره ، ويحتاج إلى تقوية جانب في شخصيته وهو أن يتعلم أن يقول للآخرين (لا ..أنا اعتذر) وحتى لو أدى ذلك إلى فقدان العلاقة بهذا الإنسان ، ربما المرة الأولى تكون قاسية ولكن بعد ذلك ستكون رسالة لجميع من حولك (من أنا وكيف سأعامل ) ، إذ ليس هناك حاجة لصداقة من يريد منك ولا يعطي ، ويأخذ منك ولا يبذل لك ، استمرأ طيبتك وقلة ممانعتك واستغل كثرة موافقتك فالصديق من حفظ لك حقك لا من امتصك ، وإن لكل إنسان منا خصوصية ودائرة حمراء أنت من يحافظ عليها ولن يتفهم الناس خصوصياتك ما لم تجعلهم أنت يفهمون ذلك ، وأقول لمثل هؤلاء أنت من يصنع طريقة تعامل الآخرين معك وأنت من يصنع احترام الآخرين لك فإن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة فالحقوق تنتزع ولا تكتسب فغير من نفسك وابدأ الآن .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق