الأحد، 4 سبتمبر 2011

المنهج العلمي و التعليم في بلادنا!


لولا الخوف على دين أبنائي لأرسلتهم إلى الخارج ليتعلموا في المراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية ، إنها لقناعة راسخة لدي أن لدينا خلل كبير في تعليم التلاميذ في المدارس الطريقة الصحيحة في التفكير وحل المشكلات واتخاذ القرارات والنظرة للآخرين وحرية الرأي والإبداع وأساليب المناقشة والحوار والتوصل للحلول للمشكلة من أكثر من وجه ، نحن بعيدون جدا عن تكوين أعمدة حقيقية لهذا المجتمع تصنعه وتوجهه تلمس ذلك في المخرجات في شتى الأصعدة من ضعف التخطيط الاستراتيجي للبلاد وبطء العمل في الإدارات الحكومية وضعف التمثيل في المحافل الدولية .

حتى انك تجد المسلم الذي يفوز بجائزة نوبل للعلوم هو من مخرجات المدارس الغربية لذا فالتوليفة الثقافية هنا والممزوجة بالنظرة الأحادية بدلا من المصلحة الوطنية والتشبث بالماضي التليد دون صناعة المستقبل والإغراق بالنظرية بدلا من التطبيق قد أوردنا صفحات المآسي والمدارس ما هو إلا أنموذج من نماذج المركبات الصدئة في العالم الإسلامي.

 سويسرا ذلك البلد الجميل يسير طلبة في المرحلة الابتدائية عبر حدائق المدينة بيد كل واحد منهم قلم وورقة يتبعهم أساتذتهم وقف زميلي متربصا حركاتهم وسكناتهم فاقترب منهم وسال الأستاذ ماذا تفعلون ؟ فقال : وجهنا التلاميذ نحو رصد المتغيرات والمناظر في هذا الشارع وكتابتها وكتابة الملاحظات التي أعجبتهم في هذا الشارع حتى إذا رجعوا إلى المدرسة يكتبون ما هي الأشياء التي لو أضافوها لهذه الملاحظات لكانت أجمل وأفضل إنه تعليم للتفكير الناقد.

مدرسة أمريكية في مدينة ريفية تجرى بينهم نشاط مدرسي وهو عبارة عن إجراء انتخابات لاختيار عميد الطلبة لهذه السنة فيجتهد الطلبة لاختيار الصالح منهم وليست المسالة لعبة للتفاخر بينهم أو المجاملة إذا ينبغي من يستلم المنصب أن يكون لديه برنامج جاد لخدمة المدرسة والنظر في احتياجات الطلبة وتوصيل مشكلاتهم للإدارة ووضع الحلول وبذلك يستحق هذا المنصب لذا يحرص الطلبة على اختيار الأكفأ لهذا المنصب ويكون هناك حملة انتخابية يديرها مدير انتخابي من الطلبة أنفسهم فيتعلمون أن يضعوا الشخص المناسب في المكان المناسب.

 وفي سنغافورة يفاجأ أب من الآباء وهو خالي بابنه ومعه مجموعة من الأصدقاء يجتمعون خارج وقت الدراسة في المنزل والسبب أن لديهم Research  فيحتاجون لوحة وأوراق وانترنت حيث أنه من الواجب عليهم أن يكملوا مهمتهم كفريق عمل Team Work كما طلبت منهم المدرسة بقي أن أقول أن هؤلاء التلاميذ هم في المرحلة الابتدائية ، أمام مؤتمر عام يتحدث مدير مدرسة ابتدائية في انجلترا وكنت حاضرا عن سبب اختيار مدرسته كأفضل مدرسة في المقاطعة وقال انه اجتمع مع مدرسيه واتفقوا على التالي : أولا : يمنع الصراخ تجاه الطلبة.

 فهل تلومونني عندما أقول أني أفضل أن يدرس أبنائي في الخارج على أن يدرسوا في المدارس هنا إذ تلمس الاختلاف بين الشرق والغرب في أمور جزئية بسيطة لا نعيرها بالا تصنع الفرق في المستقبل البعيد تجدها في طريقة حوار المدرس مع التلميذ تجدها في معرفة المدرسة اتجاهها إلى أين المنهج العلمي واستخراج مهارات الطالب تجدها في كيفية جعل الطالب أن يعرف كيف يعرف ما يريد في مستقبله المهني تجدها في انسجام منظومة التعليم نحو صناعة رجل الغد الذي في النهاية يصنع لهم الصاروخ والغواصة والسيارة والذكاء الاصطناعي هؤلاء العلماء الذين غيروا وجه التاريخ هم من تعلموا في مقاعد الدراسة تلك فإلى أين نحن سائرون.

بقلم/أسامة عبد الرؤوف الجامع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق