الأحد، 4 سبتمبر 2011

انظر للجانب الإيجابي لمشكلاتك

عندما سئل أحد عمال المطاعم لماذا نجدك مبتسما كل يوم قال إنني عندما استيقظ من نومي وأتجهز للذهاب إلى العمل ولبدء حياة جديدة في ذاك اليوم فإن لدي خيارين أبدأ بهما : إما أن أختار أن أبدأ يومي بضجر وتأفف وأبقى سائر اليوم كذلك وإما أن أبدأ يومي بابتسامة ورضا وأبقى سائر اليوم كذلك ، لذا فإنني أقرر أن أختار الخيار الثاني وهكذا يكون سائر يومي.
عندما أدخل لبنك أو مستشفى وأجد ذلك الموظف الذي يستقبلني بوجه جامد أو عابس أتساءل أي طاقة سلبية استهلكها وأي حلاوة لليوم أضاعها وأي نعمة من الله غابت عنه في وقته ذاك. وأذكر أني دخلت مكتبا للسفريات مبتسما فاستقبلني الموظف هاشا باشا وسلم علي وانتظر مني أن أذكره بنفسي ظانا أنني أعرفه من قبل بسبب ابتسامتي وبشاشتي إذ أنه لم يعتد على ذلك من قبل .التفت حولك ستجد المشكلات بلا شك وأنت تتحكم في ردة فعلك تجاه هذه المشكلات التي إما أن تكون إيجابية أو سلبية بحسب قرارك أنت ، ولو قلت لي أن للمشكلة توابع مضجرة أو محزنة فإنني أقول لك أن هناك جانب مشرق لكل مشكلة تحصل واذكر أن سيدة أرسلت لي بريدا الكترونيا قالت فيه أنها تشعر بالغضب لإزعاج أبنائها داخل المنزل فأرسلت لها قائلا إن الوقت الذي يكون فيه بيتك هادئا وأبنائك فيه هو الوقت الذي يكون في أبنائك مرضى فاحمدي الله على هذا الإزعاج فهم أصحاء ، ثم أرسلت لي في وقت آخر تشكو فيه مرض أبنائها وأنها تشعر بالحزن فأرسلت لها قائلا إن جسم الإنسان لن تقو مناعته برأي الأطباء ما لم يمرض ويقاوم المرض فأبنائك يعيشون لحظات تقوية لمناعتهم وهذا جيد.
ولكل مشكلة جانب مشرق ينتظر منك أن تختار أن تنظر إليه ولكن من الناس من يختار أن ينظر للجانب السلبي دوما فتجده متذمرا بل حتى لو انحلت مشكلته فقد يتذمر من تأخر حلها .وتفكر في حياتك وانظر حولك................
بإمكانك تتذمر لأن سيارتك تعطلت ولكن ذلك يعني أن لديك سيارة وغيرك لا.بإمكانك أن تتذمر لفوات رحلة طائرتك ولكن ذلك يعني أن لديك متسعا من الوقت لتنهي ما ضاق عليك الوقت لإنهائه.بإمكانك أن تتذمر لأن طفلك لا يحل واجباته ويجلس أمام التلفاز ولكن ذلك يعني أنه في البيت وليس في الشارع.بإمكانك أن تتذمر لخصم في راتبك ولكن ذلك يعني أن لديك عملا وتحقق دخلا وغيرك لا.بإمكانك أن تتذمر للإرهاق الذي أصابك ولكن ذلك يعني أنك كنت تعمل بجد وغيرك فارغ.بإمكانك أن تتذمر لتعطل الإضاءة بمنزلك ولكن ذلك يعني أن لديك منزلا وغيرك في مشرد.بإمكانك أن تتذمر لوجود مسافة طويلة تمشيها للسوق أو المستشفى لكن ذلك يعني أنك حرقت سعرات حرارية .بإمكانك أن تتذمر لضياع صفحة كتبتها ولم تحفظها في الكمبيوتر كما حصل لي أثناء كتابة هذا المقال ولكن ذلك يعني أنك ازددت خبرة وتعلمت من خطأك أكثر من غيرك.
إن حياتك كعملة نقدية لها وجهان أيهما تختار ، والأمر بيدك وليس بيد غيرك ، ابدا هذا النوع من التفكير من الغد صباحا لتكون سمة تتفوق بها على غيرك وإن صحوت غدا وأنت تفكر بمشكلاتك يكفي أن الله تعالى أعطاك يوما إضافيا تعيش فيه ليراك وما تعمل ، وإن جاهدت نفسك على ذلك تأكد أن هذا النوع من التفكير سيكون سمة عفوية فيك لتستمتع بالحياة حولك مهما كانت.

تحياتي
أسامة عبد الرؤوف الجامع

هناك تعليق واحد: